• 2019-03-01

كتب قيمة

رسالة دكتوراه: المنهج النبوي في التعامل مع الاختلاف وتحقيق الوحدة بين المسلمين من خلال مرويات السيرة النبوية، للباحث علي خليفة الزياني

أعدها: المهندس يونس بن حسن الشيخ

أطروحة دكتوراه مقدمة إلى جامعة ابن طفيل بالمملكة المغربية
إن الاختلاف سنة من سنن الله في خلقه ليكون لهم رحمةً وتخفيفًا وعونًا، إلا أنه يكون نقمةً وبلاءً وسببًا من أسباب الفرقة والضعف والهلاك حين يراد به طلب الدنيا أو هوى في النفس أو غير ذلك من الأسباب الذميمة. ولقد مرت بالأمة الإسلامية عبر تاريخها أحداثٌ وفتن كثيرة، فرقت وحدتهم، وجعلت بأسهم بينهم شديدًا، وقسمتهم إلى فرق وأحزاب ودويلات.
ولعل في هذا البحث الذي يتناول المنهج النبوي في التعامل مع الاختلاف وتحقيق الوحدة بين المسلمين من خلال مرويات السيرة النبوية، ما يسهم ولو بقدر يسير في نشر الوعي والتبصرة واستشعار خطر الاختلاف والفرقة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والعودة بالأمة أفرادًا ومجتمعات وأنظمة حكم إلى الفهم الصحيح والاقتداء الحق بما جاء في هديه صلى الله عليه وسلم؛ كي تكون هذه الأمة كما يريدها الله تعالى خير أمة أخرجت للناس.

جاء في المقدمة أهمية الموضوع وأسباب اختياره والأهداف والدراسات السابقة ومنهجه وطبيعة عمله في البحث، وفي الفصل الأول: بين الإطار النظري للدراسة (الاختلاف: تعريفه، تاريخه والأسباب المؤدية إليه، وكيفية التعامل معه)، ومن موضوعات الفصل الثاني: علم السيرة، أهميته، مصادره، خصائصه، وتدوينه، وفي الفصل الثالث والرابع ذكر الباحث المنهج النبوي في التعامل مع الاختلاف وتحقيق الوحدة بين المسلمين.
واعتمدت الدراسة المنهج الاستقرائي لجميع الروايات من السيرة النبوية ذات الصلة بموضوع الاختلاف والوحدة، واستخدم الباحث منهج الاستدلال في فهم دلالات روايات السيرة النبوية في هذا الموضوع.
وتميزت هذه الدراسة عن الدراسات السابقة بالتعرف على المنهجية النبوية في التعامل مع الاختلافات من خلال عرض وتحليل كل رواية وجد فيها اختلاف في السيرة النبوية، واستنباط الأسلوب النبوي في التعامل المناسب معها، والميزة الأخرى هي المراعاة في التسلسل الزمني في عرض المرويات في العهدين المكي والمدني.
ومن نتائج الأطروحة الخاصة بمنهجيته صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الاختلاف:
أن الاختلاف في عهد النبي عارض وليس ظاهرة متأصلة، فالغالب هو الاتفاق والوحدة والترابط النابع عن مفهوم الإيمان والأخوة في الله.
واستخدام منهجية الوقاية والعلاج للتصدي لمختلف المشكلات التي تواجهنا بأساليب متعددة تقوم على عدد من المرتكزات منها:
1- معرفة الحالة والظروف: فهناك ما يستدعي التعاطف معه، أو السكوت عنه، أو التبسم له، وهناك ما يستدعي الغضب واحمرار الوجه والزجر.
2- تغير أسلوب العلاج مع تكرار المشكلة: فقد يعفو في المرة الأولى، ويعاقب على تكرارها بأشد أنواع العقوبات الرادعة.
3- مراعاة الأطراف المعنية بالمشكلة: فهناك من لهم الفضل والسبق ومما يشفع لهم في قول أو فعل حين الخطأ، وهناك من لا فضل لهم ولا منزلة، ولذا نجد في المصادر ذكر الأوصاف الآتية (الأولين، المهاجرين، الأنصار، أهل بدر، السابقين، المتأخرين في الإسلام، الطلقاء، الخ..).
4- الاستماع الدقيق للرأي الآخر، وعدم إصدار الأحكام قبل الاستماع إلى جميع الأطراف ووجهات نظرهم المختلفة ومن ثم القضاء العادل.
ومن توصيات الأطروحة:
أن هناك حاجة إلى دراسة تاريخ الأمة الإسلامية من خلال مجمع متخصص في التاريخ، وفق أسس منهجية وعلمية سليمة، على أن يتم توظيف هذه الدراسة توظيفًا عمليًا فيما يحقق وحدة الأمة المرجوة.
كما بيّن الباحث ضرورة غرس فقه الاختلاف وآدابه في مختلف فئات المجتمع. ولذا تعتبر هذه الدراسة من الأهمية بمكان وفي هذا الوقت بالذات لكثرة الفتن والاختلاف.
هذه الأطروحة قدمها الباحث علي خليفة الزياني إلى جامعة ابن طفيل بالمملكة المغربية بإشراف كل من الدكتور أحمد الزيادي والدكتور أحمد البوكيلي، وقد نال الباحث عن هذه الأطروحة درجة الدكتوراه بتقدير امتياز، وبحمد الله فان الدراسة تحت الطبع حاليًا لتصدر في كتاب لتعم بها الفائدة.
الباحث في سطور
· بكالوريوس الدراسات الإسلامية، تخصص الفقه وأصوله بكلية التربية، + دبلوم تربية، جامعة الملك سعود - الرياض 1983- 1989.
· ماجستير تربوي في موضوع القيم الأخلاقية - كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية ، بيروت 2005 -2010.
· دكتوراه في الاختلاف في العلوم الشرعية - جامعة ابن طفيل ، المغرب 2016 – 2017.
· شارك في العديد من الدورات والمؤتمرات والورش في مجالات مختلفة داخل البحرين وخارجها.
· شارك في تأليف عدد من الكتب الدراسية ومنها: كتب العلوم الشرعية للمعهد الديني للتعلم الأساسي.
· معلم بمعهد البحرين للعلوم الشرعية التابع لإدارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمملكة البحرين من عام 2008م وحتى الآن.