كيف نتعامل مع القرآن
  • 2019-10-01

كتب قيمة

كيف نتعامل مع القرآن

افتتح الغزالي كتابه ببعض الأسئلة الاستنكارية التي يستنكر بها حال المسلمين الآن مع القرآن، وبين الشيخ أن معظم المسلمين اليوم قد انصرف اهتمامهم فقط إلى ناحية التلاوة وضبط مخارج الحروف وإتقان الغنن والمدود وما الي ذلك مما يتصل فقط بأحكام القرآن أو التلاوة. ويعاتب الشيخ أيضًا على من يقرأ القرآن ويفصل بين تلاوته وتدبره. فالغاية الأساسية التي لأجلها نزل هذا الكتاب قد ذكرها الله في كتابه: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"، فأين التدبر إذن!! وأين أولو الألباب!! حيث أنه في هذه الأيام قد كثر الذين يخرون صُمًّا وعميانًا إذا تليت عليهم آيات الله، وقد وصف الله عباد الرحمن: "والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صُمًّا وعميانًا". وقد وصلت الدرجة في هذه الأيام إلى أنه هناك بعض الإذاعات الصوتية لدول الغرب الذين لا يعرفون للقرآن قدرًا، يقومون بإذاعة القرآن في فترات من اليوم وفي بعض المناسبات، وكأنهم قد اطمأنت قلوبهم أن الأمة الإسلامية اليوم تسمع ولا تعي. ويقارن الغزالي حال المسلمين المعاصرين مع القرآن بحال السابقين في جملة جامعة شاملة، حيث يقول: "كان الأولون يقرءون القرآن فيرتفعون إلى مستواه، أما نحن فنقرأ القرآن فنشده إلى مستوانا"، وهذا ظلم للكتاب العظيم. وينبغي كذلك أن يكون للقرآن تأثيرًا علي سلوك الأفراد وأخلاقهم وفي جميع أركان حياتهم؛ فالنبي كان خلقه القرآن وكان قرءانًا يمشي بين الناس، هذا معناه أنه كان يعيش بالقرآن ويحيا في جو القرآن. ثم ينبغي على قارىء كتاب الله أن يفهم شمول الرؤية القرآنية، هذا يعني أن القرآن ليس كتابًا فنيًا مقيمًا على قضايا معينة، ثم تنقطع فيه الرؤية الشاملة، بل هو يعرض الكون ويبني عقيدة، ويربي أخلاقًا، ويمزج بين الجميع بطريقة مدهشة، كما قال الله تعالى: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم"، وهذا توحيد، فيه أمر للناس بعبادة الله، وتلاها بقوله "الذي جعل لكم الأرض فراشًا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقًا لكم فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون".
ويبين الشيخ مواطن الخلل بأن بعض المؤسسات لم تستطع أن تكون أداة توصيل صحيحة بين الجيل وبين القرآن ومواريثه الثقافية. ويؤكد أنه لا بد أن يتم فهم آيات القرآن فهمًا موضوعيًا وليس فهمًا محدودًا للنص، فمعنى هذا أنه يريق الدواء على الأرض، ولا يستشعر بحسن علاج المرضي بتعاطيه. وشدد على أن معنى الآية: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، أن يكون البناء التربوي والإعداد العلمي والتخطيط الاقتصادي والعسكري مبنيًا على أدوات تجمع وأجهزة تحشد وتعد، وهذا هو المعني الحقيقي للآية وهذا هوا المعني الحقيقي للجهاد في سبيل الله، وليس في كثرة ترديد الآية دون وعي أو فهم.
ويقول أن المسلمين لم يهتموا مثلًا بقول الله: "وعلامات وبالنجم هم يهتدون"، حيث اكتفى المسلمون بالتعليق بأن الله قد لفت أنظار البشر إلى أن هناك علامات في الأرض والسماء! ولكن ما هي؟ وماذا صنع المسلمون بهذه العلامات؟ وما هي الوسائل والمبتكرات التي تم تطوريها حيال هذا الموضوع؟ وأعرب عن حزنه أنه للأسف الشديد أن هناك من غير المسلمين من يغزو الفضاء ويتخذ من غزو الفضاء منارات وعلامات لكي يسخر الحضارة له. ودعا إلى أنه لا بد من حسن التعامل مع القرآن، وأن يتحول القرآن إلى طاقة متحركة في حياة الفرد.
وبين الغزالي أن أكثر ممن يمن الله عليهم بحفظ كتابه يحفظونه منذ الصغر وهم أطفالًا، وأن الحقيقة هي أن أفضل وقت لحفظ كتاب الله في سن الطفولة، والطريقة المعتادة في تعلم الصغار هي الحفظ والتسميع دون وعي بأي شيء أو إدراك لمعني، فالطفل يقرأ القرآن وتمر عليه آيات بها كثير من العبر والعظات فما يدرك منها شيئًا، والمشكلة الكبيرة أن هذه الطريقة قد تؤثر عليه بعد ما يكبر، لأنه اعتاد على أن يقرأ دون أن ينظر إلى معنى أو مغزى. وذكر هو نفسه مثالًا خصه وهو صغير السن، حيث يقول: كنت أقرأ قوله تعالى وأنا في العاشرة من عمري "وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه". فكنت أظن أن هناك طائرًا ما كالغراب أو الحمام بعنق كل إنسان. وكان ذلك نتيجة حفظ القرآن دون أن يعلمه شيخه ما المراد وما المغزى مما يقرأ. ثم يؤكد الشيخ على ضرورية إيجاد طريقة مبسطة سهلة للأطفال تربط الحفظ مع الفهم والإدراك لمعاني القرآن، حتى ينشأ الطفل من البداية وهو مدرك لأهمية فهم النص قبل حفظه.
وفي نهاية حديثه، انتقل إلى بعض الأحكام المتعلقة بالقرآن الكريم وأبرزها: النسخ في القرآن، حيث يرفض تمامًا أن يقال أن هناك آيات في كتاب الله أهملت أو عطلت أو سقط حكمها ويرى أن هذه إهانة للكتاب المعظم، بل كل آية يمكن أن تعمل، لكن الحكيم هو الذي يعرف الظروف التي يمكن أن تعمل بها الآية. وقد أيده كثير من العلماء ممن قالوا بمثل هذا الرأي، وممن نفوا تمامًا وجود النسخ في القرآن، وعالج الشيخ هذه القضية باستفاضة كبيرة، وأورد الكثير من هذه الآراء حيال هذا الأمر. كما تحدث رحمه الله عن أحكام أخرى بتفصيل كترجمة معاني القرآن وغيرها.
*المرجع : موسوعة ويكبيديا بتصرف : https://ar.m.wikipedia.org/wiki/

آخر أخبار أحمد الشيخ الفضالة

  • ماذا يعني تكريم المرأة ؟؟

    2021-12-22

    تحت شعار "المرأة البحرينية في التنمية الوطنية .. مسيرة ارتقاء في وطن معطاء" احتفلت مملكة البحرين يوم الأربعاء الموافق للأول من ديسمبر2021م بيوم المرأة البحرينية، وهذه السنة الثالثة عشر على الاحتفال بهذه المناسبة منذ أطلقته صاحبة السمو الملكي الأميرة ...

  • جمعية الحد الخيرية

    2021-04-15

    في أواخر الثمانينات الميلادية اجتمع ثلة من أبناء منطقة الحد الأخيار وقرروا تأسيس لجنة خيرية دعوية تُعنى بمنطقة الحد وأهلها فانطلقت لجنة الحد الاجتماعية لتضاف إلى قافلة اللجان والجمعيات الخيرية المباركة، وخلال سنوات معدودة تحولت اللجنة إلى العمل المؤس...

  • في ذكرى مولدك.. اعذرنا يا رسول الله

    2020-12-06

    تناول الأولون والآخرون من رواة وأدباء وشعراء خِلقة الحبيب المصفى نثرًا وشعرًا، أما عن أخلاقه فقد كان خُلقه القرآن. إن سيرته صلى الله عليه وسلم تناولتها مجلدات، ولكني اليوم وفي ذكرى مولده أتناول جزءًا يسيرًا من خُلقه وهو ما ينقصنا واليوم نحن أحوج ما ن...

  • الجمعية الإسلامية

    2020-12-04

    تأسست الجمعية الإسلامية في البحرين في العام 1399 هـ - 1979م، وحرصت منذ بداية تأسيسها على إبراز هويتها كجمعية يتحلى المنتسب لها بالصفات الحسنة وانتهاج الوسطية في التعامل مع الآخرين والابتعاد عن الجدال العقيم، وتهتم بنشر التعاليم الإسلامية الحسنة من خل...

  • قصة أول بعثة حج لجمعية الاصلاح (ذو الحجة 1400ه / 1980م)

    2020-10-26

    يوم الأربعاء 28 من ذي القعدة لعام 1400هـ الموافق 8 أكتوبر 1980م كان على موعد لبدء أول حملة لأداء مناسك الحج تقوم بها جمعية الإصلاح (نادي الإصلاح آنذاك) استجابة لأمر المولى عز وجل: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَب...

  • الجمعية البحرينية لتنمية المرأة

    2020-09-15

    تأسست الجمعية البحرينية لتنمية المرأة في العام 2002م تزامنًا مع انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه مستمدةً رؤيتها ورسالتها وأهدافها من ميثاق العمل الوطني. تعمل الجمعية وفق رؤية ثاقبة كمؤسسة أهلية تنموية، وتسعى ...