يتناول أئمة المساجد وعلماء السيرة قصة الهجرة النبوية بداية من الخروج من مكة إلى أن يصل النبي صلي الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وتنتهي القصة بنشيد طلع البدر علينا، وهكذا كل عام يتكرر العرض وفي المقابل تتكرر الذكرى لعموم المسلمين لهذا الحدث العظيم بنفس المنظور ونفس الدروس والعظات.
إلا أننا سنتناول الحدث من منظور مُختلف عما يُعرض كل عام، فسَنتعرض لحدث الهجرة من منظور علم الإدارة، حيث أن النبي صلي الله عليه وسلم اعتبر أمر الهجرة بمثابة مشروع له هدف محدد وهو الانتقال من مكة إلي المدينة لإقامة دولة للإسلام، تمهيدًا للرؤية الاستراتيجية وهي تبليغ رسالة الإسلام للعالم اجمع، وقد حدد هذا الهدف بعد دراسة وافية وعدة اختبارات (بيعة العقبة الأولى، بيعة العقبة الثانية).
ومن هنا قام النبي الأمي صلى الله عليه وسلم صاحب مهارات المدير الناجح والقائد الأعظم بإدارة المشروع من خلال تلك العمليات الإدارية التي أشار إليها علم الإدارة الحديث وهي: التخطيط، التنظيم، التوجيه، المتابعة والرقابة.
فهذه هي عملية التخطيط التي بدأ بها المدير الأعظم، حيث حدد الهدف مسبقًا ثم حدد وسائل تحقيق الهدف من أدوات الانتقال، وطريقة السير، ووسائل التأمين، وطرق الإمداد بالتموين والخدمات اللوجستية، والعمليات الاستخباراتية، ثم وضع تلك الوسائل في جدول تشغيل بتوقيتات زمنية محددة ودقيقة.
أما عملية التنظيم فقد قام النبي صلي الله عليه وسلم بتحديد المهام وتحديد الطاقات البشرية التي ستٌنفذ هذه المهام، مع تحديد وصف لكل مهمة ثم وضع وصف وظيفي لكل فرد من أفراد فريق العمل، وذلك حتى يتم التنفيذ بكل كفاءة وفاعلية.
فهذا هو عبد الله بن أبي بكر المُكلف بوظيفة الاستخبارات ورفع الواقع من مكة ورد فعل صناديد قريش، ورفعها إلي الإدارة العليا لتتمكن من اتخاذ القرار السليم، وهذه أسماء بنت أبي بكر المكلفة بوظيفة الإمداد بالتموين والطعام لفريق العمل ليستطيع استكمال الرحلة وتحقيق الأهداف، وهذا هو عامر بن فهيرة المُكلف بمهمة إخفاء وإزالة آثار حركة الإدارة العليا من خلال السير خلفهم بالأغنام، وعبد الله بن أريقط خبير الطرق والمكلف بمهمة الدليل وسلوك الإدارة إلى المسير الآمن؛ وذلك لعلمه بمسالك البادية ومسارب الصحراء، وهذا سيدنا علي بن أبي طالب المُكلف بوظيفة التمويه ورد الأمانات لمن أودعوها عند الصادق الأمين.
القيادة بمثابة الرأس للجسد؛ فهي القاطرة التي تقود المؤسسة أو الكيان إلى النجاح والتقدم، والتاريخ مليء بقيادات غيَّرت وجه التاريخ، وأولها بالطبع القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم، فإذا كانت القيادة بهذه الأهمية وهذا التأثير فلابد لها من مجموعة خصائص وم...
ذهبت الزوجة إلى زوجها مدير الشركة، وعند دخولها مكتبه توقفت باندهاش أمام مشهد عجيب لم تره منذ زمن بعيد، فقد رأت زوجها مدير الشركة جالساً مع مجموعة من العاملين يسمع لهم ويناقش مشاكلهم ويمازحهم. وفي حالة أخرى ذهب الولد إلى أبيه مدير الشركة، وفجأة انزوى...
لو سألت مدير شركة أو مؤسسة عن معلومات وبيانات شركته لَأفاض عليك وزيادة بتقارير شفوية وأخرى مكتوبة، لكنه يقف ولا يحرك ساكناً حينما تسأله عن معلومات حول شخصيته، وعن معرفة ذاته وعن ميوله ونقاط قوته وضعفه، ولسان حاله يقول "من أين أُحضِر لك هذه المعلومات ...
يكفي أن تبلغني عن كون هذه المؤسسة ناجحة أو خاسرة حتى أرد عليك وأنا في مكتبي عن طريقة ونمط الإدارة والممارسات الإدارية التي تتم داخل تلك المؤسسة، وهذا ليس سحراً ولا ادعاء الغيب لكنه علم؛ حيث إن كل شيء له دلالاته ومؤشراته التي تُنبىء بالنتيجة، فالنجاح ...
لطالما سمعنا عن وصول الإنسان إلى مرحلة الشيخوخة باعتباره كائناً حياً، ومن سنن الله في خلقة أن يمر الإنسان بمراحل عمرية حتى يصل إلى مرحلة الشيخوخة ثم إلى نهاية عمره. أما عندما نسمع من يقول إن المؤسسات والتنظيمات لها مراحل عمرية تصل بها إلى مرحلة الشي...
دائماً ما يردد البعض القول.. "الروتين ممل، اللي نصبح فيه نِبَات فيه، الروتين يقتلني، أنا أصبحت أكره الروتين"، هذه كلمات نسمعها ذماً وسبَّاً في (الروتين)، ومعنى الروتين: هو التَّعَوُّد على عمل ما أو إجراء مكرر، وهي كلمة أصلها فرنسي وتعني تكرار عمل أو ...