الكل في هذه الحياة الدنيا يبحث عن السعادة وعن راحة تملأ قلبه وتشرح صدره وبسمة صادقة ترتسم على وجهه، يجد الإنسان بكل ألوان الجهد والعمل وتحقيق المكاسب المادية للوصول إلى هذه الحالة إلا أنها تجلب لصاحبها شعورًا مؤقتًا بالسعادة والفرح سرعان ما تزول مع اعتياد النعمة وتوفرها ويبدأ بالبحث عن أبواب جديدة للسعادة.
للباحثين عن السعادة الحقيقية عليكم بالعطاء، ومعنى العطاء أكبر من بضع دراهم أو دنانير تخرجها لفقير أو محتاج ويُقتصر بهذا الفهم العطاء على أصحاب المال دون غيرهم، بل إن مفهومه أكبر وأعم، فالكلمة الطيبة عطاء، والوقت تبذله في خدمة الناس عطاء، والعلم الذي تنفع به غيرك هو عطاء، مسحة على رأس يتيم هي عطاء، وزيارة المريض والدعاء له عطاء، صلة الرحم عطاء، والأذى تدفعه عن الناس هو صدقة وعطاء.
ليس المهم كم تبذل؟!!، بل كيف تبذله؟!!
ابذل مما تملك وإن كان بسيطًا ولكن ابذله بحب دون أن تنتظر جزاءً ولا شكورًا، وهنا تكمن القيمة الحقيقة والمعنى الكامن لهذا العطاء.
والسؤال أين السعادة في أن تعطي ما تملك؟!!، أوليس الأجدر أن يكون الفرح بالأخذ؟!!
العطاء يحقق التوازن الداخلي للنفس البشرية بين الأخذ والبذل، فحينما ترى سعادة غيرك البالغة وحاجته الماسة لليسير مما تملكه أنت بكثرة وبل وتفقد لذته في أحيان كثيرة ويدب في نفسك الملل والملاذ في العطاء فتستشعر قيمة النعمة التي وهبها الله لك وضرورة الحفاظ عليها، كما أن العطاء ينشر المحبة والسلام والتعاون بين الناس ويقلل من مشاعر الحسد والأنانية، ويؤسس لمجتمع مترابط يشد بعضه بعضًا.
العطاء هو أداء حق الله في نعمه، وشكرٌ من العبد لربه، فالعطاء فيه النماء وتفريج للهموم والكروب ودفع للبلايا، إضافة إلى الجزاء الأوفى في الآخرة " لَقَد رَأَيتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِن ظَهرِ الطَّرِيقِ كَانَت تُؤذِي النَّاسَ".
لا تحرموا عباد الله أنفسكم ... من لذة العطاء، ولا تستصغروا من المعروف شيئًا فإنكم لا تعلمون أي الأعمال تنجيكم.
لا تحرموا عباد الله أنفسكم ... من بذل نعم الله لعباد الله واغنموا إحسان الله إليكم ورحمته بكم " وَإِنَّمَا يَرحَمُ اللهُ مِن عِبادِهِ الرُّحَمَاءَ".
يقول الله تعالى في كتابه العزيز "مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا"، نزلت هذه الآية في أنس بن النضر، وطلحة بن عبيدالله -رضي الل...
يبيّن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حقيقة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي رحمة للعالمين لكل الخلق من الإنس والجن صغيرهم وكبيرهم ذُكرانهم وإناثهم. فقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للمؤمن ليزداد إيماناً وتثبيتاً ورحمة للكافر ليخرَج من الظ...
المسلم في معركة دائمة مع نفسه الداعية للهوى وحب الشهوات لمحاولة مجاهدتها وتهذيبها وإلزامها بالطريق القويم.. طريق الهداية واتِّباع الشرع. وقد عرض القرآن الكريم في أكثر من موضع لهذا الصراع الداخلي وذلك لأهميته إذ إن نتائج هذه المجاهدة ينبني عليها فلاح ...
ساق الله سبحانه وتعالى في سورة (الصافات) وصف النعيم الذي ينتظر عباده الصالحين في جنة الخُلْد فبدأ الله سبحانه وتعالى هذا الوصف بقوله عزوجل "إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ" حتى قوله تبارك وتعالى "كَأَنَّهُنّ...
يقول الله تعالى في كتابه العزيز في افتتاح سورة الكهف وقصة أهل الكهف بقوله سبحانه جل شأنه "نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى"، وقال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية الكريمة: "من هاه...
حينما ضجت الدنيا في الآونة الأخيرة بالغضب العارم من تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون الداعمة للرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وانتفض المسلمون في كل مكان من العالم يردون على تلك التصريحات بكلمات الشجب والاستنكار تارة وبمقاطعة المنتجات الفرنسية تا...