• 2019-05-01

وردٌ وأزهار

ذكريات رمضان

في طفولتنا عشنا رمضان بكل المعاني الجميلة، في البيت تجد التغير وفي الشارع وفي المسجد، عندما تعود بي الذكريات إلى تلك السنين البعيدة نتذكر صلاة التراويح التي كانت عشرين ركعة يبدأ الإمام بسورة التكاثر حتى نهاية الجزء الثلاثين مع نهاية العشرين ركعة.
لم تكن هناك محطات وقنوات فضائية كانت قناة واحدة فقط هي قناة أرامكو من المملكة العربية السعودية، وأحيانًا نشاهد قناة الكويت إذا كان الجو رطبًا أو بما يسمى بـ (رياح الكوس الجنوبية الشرقية) فإن إرسال القناة يكون شديد الوضوح ولكن لا بد من إدارة (الإيريل) يمنة ويسرة حتى تتضح الصورة.
في هذا الفقر الإعلامي كنا نجد متعتنا في اللعب خارج البيت مع أطفال الفريج وفي الليالي تحلو هذه الألعاب بعد صلاة التراويح وبعد العصر إلى قبيل أذان المغرب، ثم يأتي القرقاعون وعلينا أن نجهز الطبول وهي من علب الحليب المجفف غالبًا وتغطى بورق أكياس الإسمنت وتلصق بالنشا بعد تعريضه للحرارة فيصبح (كالغراء) ونبدأ في الخروج للقرقاعون من بعد العصر في ضجة كبيرة في الفرجان وفي الليل يأتي الكبار (بالفريسة)، والفريسة هي إطار خشبي يوضع له في المقدمة خشب على شكل رأس الحصان ويقوم أحد الشباب وكأنه الفارس بالرقص وهو داخل هذا الإطار وهناك أشكال مختلفة للفريسة.
وأكثر ما يشدك في رمضان هو تنوع الأطباق والتي في أغلبها لا نأكلها إلا في هذا الشهر الكريم كالهريس والمحلبية والساقو والثريد واللقيمات والبقلاوة.. إلخ. فهذه الأطباق وغيرها نادرًا ما تجدها في الأشهر الأخرى غير رمضان.
وأجمل شعور نحس به في رمضان ونحن صغار هو الأمن والأمان فنرتاح كثيرًا لقدومه لأن في هذا الشهر الكريم لن نخاف من الجن وقصصهم والقصص المرعبة التي كنا نسمعها من الكبار عندما يرونها لنا أو يخوفوننا بها لأننا على يقين تام أن الشياطين مقيدة بالسلاسل.
ثم كبرنا واستمر معنا الصيام والآن أحس وكأن رمضان دورة روحية إيمانية تربوية هادفة تتعلم فيها التقوى والخلق والصبر والتحمل والشعور بمعاناة الفقراء والمساكين وممن لا يجد ما يسد به رمقه.
رمضان شهر جميل لمن يدرك المعانى الرائعة فيه وهو فرصة لمن يريد الرقي في درجات الإيمان والنجاة من النيران ونحمد الله عز وجل أن جعلنا من أهل الإسلام.