• 2021-02-08

ليست المشكلة في الموارد

الكاتب / د.علي عبدالغفار

تتصف الحاجات بأنها متجددة ومستمرة الطلب – وتتصف الموارد بأنها قليلة ونادرة ودائمة الطلب، ففي كل البلدان تجد قلة الموارد بالنسبة لحاجة الناس عليها، وقد وضع سيدنا "يوسف عليه السلام" قانونًا في علم الإدارة وهو :
"إن الفشل يقع بسبب طريقة الإدارة لا بسبب قلة الموارد".

فلم يرشد عليه السلام بالبحث عن موارد أخرى وأن النجاة من المجاعة تكمن في إيجاد موارد كثيرة ومتغيرة للدولة، بل كل ما فعله أنه أرشدهم إلى طريقة إدارة تلك الموارد المتاحة والتي بين أيديهم.

يُحكى أنه في إحدى جامعات بلجيكا أثناء رحلة طلابية قام أحد الطلاب بقتل بطة، فاستقال رئيس الجامعة، وعندما سألوه عن علاقته بقتل البطة حتى يستقيل فقال: "إنني مسؤول عن نظام تعليمي من أحد أهدافه أن يُخرج مواطنين يحترمون حق الحياة لكل المخلوقات، وبما أن الهدف لم يتحقق وبالتالي كانت طريقتي في الإدارة خاطئة فوجبت استقالتي".
وهكذا تكون النظرة الأولى في سبب الإخفاق هي طريقة الإدارة وليست قلة الموارد ..
كيف لا.. وقد أقر هذا القانون "فاروق الأمة "عمر بن الخطاب رضي الله عنه" حينما قال:
"لو أن دابة عَثرت عند شاطئ الفرات خشيت أن يسألني الله لما لم تُصلح لها الطريق يا عمر".

لم يقل عمر أن الدابة ضعيفة والأرض صخرية أو صاحب الدابة غير مُدرب، بل اتهم نفسه وطريقة إدارته ..
وبهذا القانون ينتهي التستر خلف حجج قلة الموارد وضعف الإمكانيات، وتتحول النظرة التقصيرية إلى ذات المدير فإما يغير من طريقة إدارته لإنجاز ما هو مطلوب، أو يستقيل ويأتي من خلفه بطرق إدارية أخرى لينجز ما هو مطلوب.

وليت كل مدير على دراية بهذا المفهوم، فكم تحتاج المؤسسات إلى تغيير طريقة إدارتها والاستفادة من مواردها لتنتقل إلى الفاعلية وتُحقق الإنتاجية وتنعم بثمار التنمية.