التأسيس
تأسست جمعية الإصلاح، التي تتخذ الآية الكريمة (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) شعارًا لها، في مدينة المحرق بمملكة البحرين تحت اسم (نادي الطلبة) في شهر ربيع الثاني 1360هـ الموافق لشهر مايو 1941م، عندما قام بتأسيسه عدد من طلبة مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق جمعتهم زمالة الدراسة ووحدة الفكر.
وعندما تطورت الأهداف واتسعت مجالات العمل أمامهم تم تغيير الاسم إلى (نادي الإصلاح) عام 1367هـ الموافق 1948م، وظل محتفظًا بهذا الاسم يمارس مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية وانضم إليه نخبة من الشباب حتى عام 1980م، حيث تحوّل النادي إلى جمعية الإصلاح. وصدر قرار إشهار تغيير الاسم من قبل وزير العمل والشؤون الاجتماعية تحت رقم (15/80) بتاريخ 24 أبريل 1980م. وقد أعطى هذا التحوّل في تاريخ هذه المؤسسة قوّة جديدة من العمل الجاد والخيّر في سبيل تطوير البرامج وتوسيع الأنشطة.
وتم إعادة تسجيل الجمعية بمقتضى قانون الجمعيات والأندية الاجتماعية والثقافية والهيئات الخاصة العاملة في ميدان الشباب والرياضة والمؤسسات الخاصة الصادر بالمرسوم بقانون رقم (21) لسنة 1989م بتاريخ 6 نوفمبر 1991م تحت القيد رقم (4/ج/دخ).
رسالتنا
جمعية الإصلاح جمعية إسلامية أهلية تلتزم بالمنهج الإسلامي المستمد من الكتاب والسنة والقائم على الشمول والوسطية. تسعى إلى التوجه مع المجتمع، أفرادًا ومؤسسات ونظمًا، نحو الالتزام بالإسلام كمرجعية عليا ومنهاج شامل للحياة.
وتتعاون الجمعية مع كافة الجهات الرسمية والأهلية على تنمية الوطن وازدهاره وتعزيز وحدته الوطنية، وتؤمن بالوحدة الخليجية، وتدفع نحوها. كما تسعى إلى تعزيز انتماء المجتمع للعالمين العربي والإسلامي، وتؤازر الشعوب العربية والإسلامية في سعيها إلى النهوض والوحدة.
وسبيلها في ذلك: الدعوة والتوعية العامة وبناء النماذج المؤسسية المتميزة، والاستثمار الفاعل للعلاقات المجتمعية في إطار من التكامل والمشاركة. وتؤكد أن ما يؤهلها لتحقيق ذلك هو اهتمامها بالبناء الداخلي، وتربية المنتسبين تربية شاملة، وحسن توظيف طاقتهم، لحمل رسالتها باقتدار.
رؤيتنا
تعزيز التماسك الداخلي لجمعية الإصلاح وتنمية قدراتها وأدوات التأثير والفِعْل لديها، لتصبح قادرة على تحقيق انتشارٍ أوسع وانفتاح شامل وتطوير وجودٍ لها مؤثِّر في المجتمع البحريني، خدمةً للإسلام والهُويـة وتنمية الوطن.
القيم
1. الوطنية.
2. الشراكة.
3. الشفافية.
4. الأُخوّة.
5. الانفتاح.
أهدافنا
1. بث الوعي الإسلامي فكريًا وثقافيًا واجتماعيًا وسلوكيًا.
2. تبصير المسلمين بواجبهم الشرعي نحو الدعوة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة والنهوض بمجتمعاتهم.
3. تربية الشباب على الدين والخلق وصقل مواهبهم العلمية والفكرية والإبداعية.
4. تمكين المرأة من أداء دورها في الأسرة والمجتمع وإتاحة مجالات المساهمة في الأعمال التي تناسب طبيعتها وتتمشى مع المثل والقيم الإسلامية.
5. تعهد القرآن الكريم والسنة المطهرة والثقافة الإسلامية واللغة العربية بالعناية والرعاية.
6. تعهد العمل الخيري الإسلامي بالاهتمام، وتطويره لتلبية حاجات المجتمع المادية والاجتماعية، وإغاثة المنكوبين ودعم الجاليات الإسلامية في العالم والقيام بأعمال الخير والبر.
7. مناصرة الحق والفضيلة ومعالجة شتى ضروب الفساد والانحلال في المجتمع.
8. تقوية أواصر الأخوّة والتعاون بين أبناء البحرين خاصة وبين شعوب الأمّة الإسلامية عامة.
9. الإسهام والمشاركة في كافة المجالات والمشروعات التي تعود بالنفع والخير على الوطن والمواطن وبما يتفق وأهداف الجمعية.
هويتنا
قد لا تحتاج جمعية إسلامية رائدة كجمعية الإصلاح في مملكة البحرين إلى من يعرّفها إلى المجتمع البحريني، فلهذه الجمعية تاريخ عريق في البحرين يتجاوز سبعة عقود، وأعمال دعوية وتربوية وخيرية متميزة أكسبتها تقدير واحترام شرائح كبيرة داخل المجتمع البحريني وخارجه.
إن جذور جمعية الإصلاح هي الإسلام ذاته، الذي يُمدنا بكل أسباب الرغبة والإحساس بالواجب، لنقوم بخدمة وطننا ومجتمعنا، ففيه من الخصال العظيمة - كالشمولية والوسطية والاعتدال والربانية والإنسانية والتسامح - ما يعيننا على القيام بواجب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعون رضي الله عنهم من بعده.
ونحن نستفيد من خبرات الحركات الإسلامية الإصلاحية التي سبقتنا، ونستمد من تجارب أعلام الدعوة والإصلاح وندعو لهم بالخير: "والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم" (الحشر: 10).
فنحن نبني على تجارب من سبقنا، ونستفيد من تجارب وإنجازات المدارس الإسلامية التجديدية التي ظهرت في عالمنا الإسلامي خلال القرون الثلاثة الماضية ولعبت دورًا رئيسًا في نهضة الأمة واستقلالها، كالمدارس التي دعت للالتزام بالعقيدة الإسلامية الصحيحة، ومحاربة البدع بأنواعها، والمدارس التي اعتنت بإصلاح التعليم العام، وخصوصًا التعليم الديني، ودعت إلى تطوير سبل التربية وتفعيلها لخدمة الدين والمجتمع، والمدارس التي دعت للإصلاح السياسي ومحاربة الاستبداد، والمدارس التي عملت على بث روح العزة والجهاد في الأمة ضد الاستعمار والصهيونية، والمدارس التي سعت للمحافظة على القيم الإسلامية واللغة العربية ضد محاولات الاستعمار الأجنبي طمس معالم ديننا وهويتنا، والمدارس التي تبنت المنهج التربوي والدعوي الشامل، والتزمت بالوسطية الإسلامية المتميزة، وخدمت مجتمعاتها في كل المجالات. هذه المدارس التجديدية هي قدوة لنا في طريق الدعوة ونشر الفكر الإسلامي الأصيل، ونعد أنفسنا ثمرة من ثمرات هذه التجارب المجيدة لخدمة الدين والوطن. والكل يؤخذ من قوله وفعله أو يرد، إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
ونؤكد على اختيارنا للمنهج الإسلامي والمدرسة الدعوية والتربوية الإسلامية التي تلتزم بالوسطية الإسلامية البعيدة عن الإفراط والتفريط. والتزامنا بصفة عامة بالخيارات الفقهية والدعوية والتربوية التي تبنتها هذه المدارس الإسلامية الكبرى، والقائمة على مبادئ الشمول والتوازن والاعتدال والوسطية، والمؤمنة بالتسامح والرابطة الوطنية والوحدة العربية والأخوة الإسلامية. والاهتمام بالتربية الشاملة للفرد على الوسطية والاعتدال والانفتاح على الآخرين والالتزام بالأخلاق الإسلامية قولًا وفعلًا، والاندماج في المجتمع وخدمة أبناء وطنه ودعوتهم لكل ما هو خير ونبيل.
ونسلك في دعوتنا سبيل العمل الإسلامي العلني في إطار القانون ورقابة المجتمع. ونعدّ من أكبر إنجازاتنا أن وفقنا الله عز وجل إلى أن نمارس عملنا الدعوي والثقافي والخيري، ونخدم ديننا ووطننا ومجتمعنا من خلال جمعيـة أهليـة رسمية يكن لها الشعب البحريني كل تقدير واحترام، وكل ذلك في ظل المشروع الإصلاحي المبارك الذي يرعاه عـــاهل البلاد حفظه الله.
لقد باركت جمعية الإصلاح المشروع الإصلاحي المبارك الذي يرعاه عاهل البلاد حفظه الله، وأيّدته قولًا وفعلًا، حيث تجلّى ذلك من خلال المساهمة الفاعلة في صياغة ميثاق العمل الوطني. كما كانت جمعية الإصلاح في مقدمة الصفوف عند مواقف الدفاع عن الوطن ومقدراته وعند المشاركة في كل المشروعات التي تخدم أهدافه العليا وترعى مصالح مواطنيه بكل توجهاتهم، وكانت دائمًا سبّاقة في لمِّ الشمل والدفاع عن الوحدة الوطنية وتوحيد الجهود على أرضية وطنية خالصة، فحب البحرين فطرة متجذرة في نفوس المنتمين للإصلاح، والمسلم الحقيقي لا يكون إلا مُخلصًا وفيًا لوطنه، مُستعدًا للتضحية في سبيله، وقد تجسَّد ذلك في مشاركة الجمعية في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.