سطور من حياة المؤسس
الشيخ عيسى بن محمد بن عبدالله آل خليفة
سيرة عطرة... وتاريخ وطني ودعوي حافل
الراحل الكبير الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة رحمه الله هو الأب الروحي لجمعية الإصلاح فقد عاد بعد دراسته في القاهرة في العام 1962م لينضم إلى عضوية نادي الإصلاح والذي أصبح رئيسًا له في العام 1968م، ومنذ ذلك الحين وحتى وفاته في الثالث عشر من أغسطس 2015م وهو يترأس مجلس إدارة الجمعية حيث فاز لآخر مرة قبيل وفاته في ديسمبر من العام 2014م بمنصب رئيس مجلس الإدارة بالتزكية للدورة الثامنة عشر للعامين 2015-2016م.
وقد بدأ الراحل منذ توليه رئاسة النادي مع إخوانه في مجلس الإدارة بالتواصل مع محيطه الخليجي ومع العالم الإسلامي، وكان من ثمرات ذلك التواصل ما يذكره الشيخ عيسى من موقف فضيلة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز المفتي العام السابق للملكة العربية السعودية رحمه الله إذ كان له الفضل – بعد الله - في جمع التبرعات لبناء مبنى جمعية الإصلاح الحالي حيث زكّى الجمعية للقيادة السعودية حينها والتي قدمت تبرعًا كبيرًا وقتها.
وإنجازات المغفور له مع إخوانه في نادي الإصلاح كثيرة ومنها: تأسيس اللجنة الاجتماعية في العام 1970م، وتأسيس أول مركز لتحفيظ القرآن الكريم في العام 1975م واعتبرت هذه الخطوة لبنة أولى في بناء قاعدة عريضة من الشباب تقوم في المستقبل بإدارة العمل الإسلامي والخيري بالجمعية، وجاءت الخطوة الثالثة ترسيخًا للثقافة الإسلامية الصحيحة بإقامة أول معرض إسلامي في البلاد عام 1979م والذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه.
وجاء عقد الثمانينات من القرن العشرين متوجًا الجهد الكبير للفقيد رحمه الله وأعضاء نادي الإصلاح بافتتاح جمعية الإصلاح لمقرها الدائم برعاية ومباركة رسمية ليكون انطلاقة جديدة تقود فيه الجمعية تيارًا عريضًا في المجتمع، وفطن الشيخ رحمه الله والقائمين معه على عمل الجمعية أن ما يميز عمل الجمعية عن غيرها اهتمامها بتربية شبابها من الأعضاء والعضوات والاستفادة من طاقاته وخبراته وتربيتهم لخدمة الدين وبناء الوطن بمقاييس المنهج الوسطي المعتدل للإسلام بعيدًا عن التطرف بحديه الإفراط والتفريط، وقد بدا ذلك الاهتمام من خلال ابتعاث المتفوقين إلى جامعات مرموقة عبر منح تُشرف عليها الجمعية مباشرة وعبر معارضها المتواصلة وأقامة سلسلة من الدروس الأسبوعية في مساجد وجوامع البحرين الكبرى. واستمرارًا لذلك الجهد والعطاء شهد العام 1996م ولادة مؤتمرات الجمعية العامة حيث جاء مؤتمر الإصلاح الأول تحت عنوان "نحو ارتباط أوثق بالمجتمع" وتوالت تلك المؤتمرات حتى يومنا بهدف استشراف مستقبل العمل الإسلامي وتطويره وتأطيره لمواكبة التغيرات والتطورات المحيطة به.
وظل عطاء شيخنا الراحل مستمرًا يدًا بيدٍ مع منتسبي هذه الجمعية المباركة حيث بدأت الجمعية مع دخول الألفية الثالثة في تحد مع الزمن لاستكمال وتطوير عملها، فعمدت إلى اعتماد العمل المؤسسي عبر إطلاق عدة مشروعات تخدم قطاعات واسعة من المجتمع وأهمها الشباب، فاستطاعت من خلال لجنة الأعمال الخيرية أن تقدم أنموذجًا مُتقدمًا في العمل الخيري وحققت معاير الجودة وإحراز شهادة الأيزو في العام 2006م، وعلى مستوى العمل الطلابي أسست الجمعية مشروعات تُعنى بأمور الشباب والناشئة فكانت البذور الصالحة وواحات القرآن الكريم وشباب المعالي ومنتدى الجامعيين ونادي الفتيات. وكل هذه المؤسسات التابعة للجمعية تشهد تطورات مستمرة ونقلات نوعية يشهد بها الجميع. ومن فضل الله أن قام الشيخ عيسى رحمه الله قبل وفاته وفي 12 مايو 2015م برعاية حفل تدشين كتاب يؤرخ لتاريخ جمعية الإصلاح بمناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس الجمعية.
ومن كلمات الشيخ عيسى رحمه الله في هذا الإطار: "والمستقبل لا يمكن حصره في فكر اليوم، ولكن نطمع على الأقل أن يكون مستوى الأداء الذي تؤديه جمعية الإصلاح، ونوعية الكوادر الذين يخدمون في نشاطات الجمعية من القدوة والعلم والمعرفة والتجربة بحيث نستطيع أن نطمئن على أن يكونوا خير خلف لخير سلف".
فالشيخ رحمه الله فضلًا عن دوره في هذه الدعوة الطيبة المباركة من خلال إدارته لجمعية الإصلاح، فهو يُعتبر كذلك رمزًا للفكر الوسطي المعتدل، ومشهودًا له بمواقفه الداعمة لكافة الحقوق الدستورية والعمل الوطني، وسعيه للوحدة الوطنية بين مختلف فئات المجتمع.
السيرة الذاتية